احمد الحلو صاحب الموقع
المساهمات : 33 تاريخ التسجيل : 07/12/2017 العمر : 34
| موضوع: احتفالية حزينة ,, اقصوصة الخميس 21 ديسمبر 2017, 5:14 pm | |
| صباح الخير أيتها القلعة العتيدة...سمعت أنك بت ليلة حزينة. ..و أن أنينك وصل صداه كل الأرجاء..وهم هناك، استلذوا سماع نواحك و قالوا عنك ما عاد في وسعك أن تفعلي غير ذلك.
هذا الصباح .
فرس جامح يلقي براكبه أرضا , ومن غير انتظار و لا تلفت , مضت الأوقات قدما دون اكتراث بمسافر مألوف تخلف عن الموعد . ولذلك كان الشحوب باديا على وجه المحطة التي كانت تؤقت نبضات فؤاد متوزع بين أحاسيس الانشراح و الانقباض.
الأجنبية تعود مودعة . مرفوضة كانت رغم أنها لم تمارس القرصنة سوى مرة واحدة . بعدها ذبلت الأشجار , ولم يجد السائق ذو الشارب الطويل من يسائله عن مصير فتى اقتحم المجهول
ها هو يعود
هو أنت ؟ تسائله مسارح ذكرياته القديمة . جدران القلعة لم تحس بالدفء , لذلك أومأت برأسها مشيرة بالنفي
نظر في مرآة مثبتة على جدران القلعة . رأى وجهه يشبه وجه ميت . انتابه الهلع . جرى الى الأجنبية . أخرجت مرآتها . عاوده الاطمئنان لكن تملكه السؤال ...
اي خلجة من خلجات نفسه تصنع الغربة في روحه؟..
ورقة ذابلة من أوراق شجر الكروم تتطاير في الفضاء وتستقر على رأسه . تلتقطها الأجنبية .تدعكها بعنف و انفعال . تسأله . لماذا تقع أوراق الأشجار دائما على رأسك ؟ يصمت . تقلق أكثر .
الوداع
المصير المحتوم يلقي بظلال قاتمة على الوجوه المرددة لأنشودة الوداع . و الاحساس بالفناء يفتح نفقا ظل معطلا يفضي الى صور الطفولة .
وقف في وجوم ينظر اختفاء آخر جسر كان يربطه بالقلعة . انتابه الحنين للصباحات القديمة حين كان يمشي يفرك عينيه رفقة مهندسة الهرم المهجور .التقت عيناه بعيني الاجنبية وعبرها رأى ...
حكايات الجدة تبهت . وجحا كهلا داخل مغارة مظلمة تحاصره خيوط العنكبوت . و الأيام الخوالي لحظة استرخاء بين النوم و اليقظة .
هرع الى جدران القلعة لينزع صورها عليها , الا أنها كبرت و استعصى عليه ذلك .وحين أصر .جاءه صوت مخيف عبر الجدران :
ستكون صورك في حجمها الطبيعي حين توجد جسرا جديدا يربطك بالقلعة.
انتابه الخوف . جرى الى حيث الاجنبية . احتضنته لتحميه من أوراق الأشجار, ومن انعكاسات صور وجهه على المرآة, ومن صوره القديمة
م | |
|